الزواج مسؤولية مشتركة وليس حفل زفاف وفستانا أبيض وأحلاما وردية





اختصاصيون : الحب والحوار والصدق من أبرز مقومات نجاحه
الزواج مسؤولية مشتركة وليس حفل زفاف وفستانا أبيض وأحلاما وردية


الدعم الاستشاري والنفسي والاجتماعي مهم لمساعدة الزوجين على تحقيق التفاهم والانسجام
أبها : مها أبوالنجا

الزواج ليس فقط حفل زفاف في قاعة فخمة، ولا ارتداء أفخم فستان زفاف، ولكنه مسؤوليات مشتركة يواجه فيها كل من العروسين صعوبات، ولا بد من تجهيزات نفسية قبله وبعده لإيصال الحياة الجديدة لبر الأمان، والحد نوعا ما من نسبة حالات الطلاق في السنة الأولى، التي أشارت الإحصائيات مؤخرا إلى ارتفاع نسبتها مقارنة ببقية سنوات الزواج.
دور محوري
يقول رئيس لجنة التنمية الأسرية بخميس مشيط الدكتور جبران بن مرعي القحطاني " تهيئة الزوجين ليست نفسية فقط، بل تشمل عدة جوانب، وتبدأ منذ سنوات مبكرة من عمر الفتى والفتاة، وتقوم الأسرة بدور محوري مشاركة مع المدرسة والإعلام والمجتمع".
ويؤكد الدكتور جبران على ضرورة توفير الدعم الاستشاري والنفسي والاجتماعي والتوجيه المناسب على آليات التعامل بين الزوجين، وطرق حل الخلافات الأسرية عن طريق نشر ثقافة التحاور والتعاون، لتذليل العقبات والصعاب التي يواجهها كل من العروسين.
وركز على نقطة مهمة، تتمحور حول تنامي ثقافة الصراع في مجتمعنا المسلم، والذي انعكس على الأسرة، والتي ينبغي أن تقوم على السكن والمودة والرحمة، بعيدا عن الصدام وتنازع الأدوار، فإذا تحول عش الزوجية إلى حلبة للمصارعة فإنه سينهار.
توجيهات إرشادية
ونفى الدكتور جبران سياسة تعميم الحكم على المرأة، بإلقاء اللوم عليها في حالة فشل الزواج، مشيدا بدور المرأة في الإبحار بسفينة زوجها إلى بر الأمان، وأوصاها بالتحلي بالصبر والاستماع للتوجيهات الإرشادية، واقترح الاستماع كمثال لشريط الداعية محمد المنجد "اصبري وصابري".
وأكد على واجب المجتمع في توفير آليات مناسبة للحصول على المشورة الزوجية، ومحاولة حل الخلافات الزوجية، خاصة بعد ارتفاع نسبة حالات الطلاق في السنة الأولى من الزواج، مقارنة ببقية سنوات الزواج.
وعن دور لجنة التنمية الأسرية في خميس مشيط في تقديم نصائح وإرشادات لزواج سعيد يقول الدكتور جبران "ما زالت اللجنة في أشهرها الأولى، ونبذل مافي وسعنا ـ حسب إمكانياتها المتاحة في الوقت الحاضرـ لمعالجة مشاكل الزواج خاصة في السنة الأولى، وأقمنا في هذا الصيف عدة برامج تتمثل في إقامة برامج التوفيق بين الراغبين والراغبات في الزواج، وعدة دورات عن سنة الزواج الأولى، وأسرار السعادة الزوجية، وسبل مساعدة الشباب على الزواج، وبرامج الزواج الجماعي وإصلاح الخلافات الأسرية، إضافة إلى توفير خط خاص للاستشارات الأسرية والنفسية، الذي يعتمد على السرية، وذلك بالتعاون مع أطباء نفسيين من جامعة الملك خالد والشؤون الصحية بعسير ومستشفى القوات المسلحة بالجنوب، مشيدا بدورهم التطوعي في المساعدة في حل كثير من المشاكل.
ويشير رئيس لجنة التنمية الأسرية بخميس مشيط إلى أن معوقات مادية حالت دون تحقيق برنامجهم الطموح المسمى (مشروع العمر) والذي كان مخططا له على مدى ثلاث سنوات، وذلك ضمن الخطة الاستراتيجية للجنة، كما أشاد بمساعي الجمعيات الخيرية التي تساعدهم في تنفيذ برامج اللجنة في عسير.
عالم مختلف
وعن تحضير الفتاة النفسي لدخول حياة جديدة تقول اختصاصية الإرشاد النفسي مريم إسماعيل "الفتاة الشرقية تتهيأ لفكرة الزواج، ويتمحور تفكيرها حول الاستعدادات للحفل والفستان الأبيض، ودخول عالم يختلف عن عالمها، وقد لا تكون محضرة نفسيا لحياة جديدة بمهامها وأعبائها، وتتزوج وتواجه الواقع، حينها قد تصاب بخيبة أمل، أو بمرض نفسي، والشعور بعدم القدرة على التأقلم مع حياتها، مما يسبب الفجوة، وينتج عنها الطلاق.
وأضافت تقع على الأهل مسؤولية تجهيز الفتاة لمواجهة ما ينتظرها، من الليلة الأولى إلى كيفية التفاعل مع الزوج وتفهمه.
وعن المعوقات التي تنغص على العروس حياتها الزوجية تقول مريم "تخرج الفتاة من منزل أهلها، فتجد نفسها فجأة مسؤولة مسؤولية تامة عن بيت وزوج، كما أن تقبل عائلة الزوج يعد عبئا عليها، فهي مضطرة للتعايش معهم، حتى لو كانوا يختلفون عن نمط حياة أهلها، كما أن مرحلة الزواج تكشف لها طباع الزوج وحالاته المزاجية، فهو لم يعد الخطيب الذي يحمل لها الهدايا والبسمة تملأ وجهه، فقد تصدم بكل ذلك، وتضطر للتخلي عن طباعها للتقاسم مع شريك الحياة القرارات وتربية الأولاد ومصروف البيت، كل ذلك يجعل الزوجين على مفترق الطرق من نفور وإلى شجار وخلافات مستمرة ".
علاج نفسي
وتؤكد على أهمية العلاج النفسي وعلى نحو سريع لئلا يتفاقم الأمر ويقع ما لا تحمد عقباه فالصدمة التي تصاب بها العروس لأنها لم تتحضر نفسيا لما ينتظرها تجعلها متخاذلة وينشأ في داخلها شعور من الندم والخيبة خاصة إذا نعتت بالمدللة أو الدلوعة
فتبدأ موجة العداء بينهما وكلاهما يتصيد الأخطاء للآخر، ويحاسبه عليها دون المبادرة بأي تنازل من قبل أحد منهما، فتزداد هوة النفور العاطفي زيادة على الضغوط المادية والنفسية مما يضع زواجهما في مرحلة الانفصال.
وأوصت إختصاصية الإرشاد النفسي المرأة المتزوجة حديثا أن تعي الدور المكلفة به، واستيعاب الأمور، وتقبلها بحكمة وكياسة، وتفهم الرجل والتحالف معه للوصول لحلول مشتركة وليست متنافرة، فكلما قلت العدائية والخلافات، وكلما عم التفاهم والحوار والصدق، انخفضت نسبة الطلاق الملحوظة في الآونة الأخيرة.