الخط الاحمر

زرت إحدى الدوائر الحكومية لغرض ما...
لم أكن وحدي فقد كان المكتب يغص بالمراجعين الذين استيقظوا قبل بداية الدوام أملاً في أن يستكملوا إجراءات معاملاتهم ، ثم يعودوا لمكاتبهم قبل أن يخط مدراؤهم بالخط الأحمر على دفتر الحضور والانصراف.

مضت نصف ساعة منذ بداية الدوام ولم يأت حضرة المدير ، وبدأ البعض يطيل النظر إلى ساعته ، متحسراً ربما على نصف ساعة من النوم ضاعت عليه بسبب تأخر المدير المحترم.

البعض الآخر كان ينظر إليها وأنفاسه تعلو ، وتهبط ، محاولاً كظم غيظه ، لكي لا يكون أول من يلوك الأعراض.

ما هي إلا دقائق وبدأت حرارة الجو ترتفع فشرع البعض في إفراغ ما في جعبته من النقد غير البناء ، وبدأ البعض الآخر في تعرية هذا الجهاز من كل أشكال الخير والنجاح... لكن الجميع ساهم بإيجابية واضحة في ممارسة الغيبة.

في خضم هذا الجو المشحون... وأنا واقف -أنظر ، وأستمتع لقهري- كيف يمارس الجميع تقطيع لحم المدير وإدارته الموقرة... رأيت موظفاَ يدخل ليوقع حضوره ويخرج منزعجاً ، لأن المدير قد سبقه وخط بقلمه الأحمر عند الساعة الثامنة...
مما يعني أن من يأتي بعد هذا الخط سيعتبر متأخراً ، وربما يحسم عليه من راتبه.

المضحك المبكي في الموضوع هو أن الدوام يبدأ رسمياً في الساعة السابعة والنصف ، وأن المدير شخصياً لم يأت إلا قبل دخول الموظف السيئ الحظ ، بثوانٍ معدودةٍ.

دارت في ذهني تساؤلات كثيرة جداً...

هل المشكلة في المدير الذي يأتي ويكون الخط الأحمر بعد حضوره في أي ساعة يحضر؟

أم أن المشكلة هي في الموظف الذي لم يعرف متى سيحضر المدير اليوم لكي يسبقه وينجو من مقصلة الخط الأحمر؟

ما عساه يفعل هذا الموظف الآن؟ هل هو يلهث لإنجاز معاملات البشر الذين يخشون بدورهم الخط الحمر؟ أم أن هذا الموظف -وربما حتى مديره- لا يعرفان كمية العمل المطلوب انجازها من كل موظف؟

ما الذي يفعله هذا الموظف بين ساعة توقيع حضوره فوق الخط الأحمر أو تحته وبين ساعة انصرافه؟ بل ما الذي يفعله المدير بعد أن يجري قلمه الأحمر في الصباح الباكر أو المتأخر (سيان) وقبل أن يجريه قبل العصر.

ألا توجد وسيلة أخف وطأة من الخط الأحمر؟
الجواب هو " بلى" هناك البطاقة الإلكترونية الذكية. هذه البطاقة لابد أن يدخلها صاحبها في الجهاز لتسجل دخوله إلى الإدارة بالساعة والدقيقة دون إحراج للمدير الموقر.

لكن هناك مشكلة أخرى! فالموظف المتسيب مثل أخينا قد يعطي بطاقته لزميله ليدخلها في الجهاز ، فيحسبه حاضراً ، بينما هو يغط في نومٍ عميقٍ بعد سهرة طويلة في الاستراحة حتى قارب الفجر.

إذاً ، فلا بد من وسيلة لا تخطئ بإذن الله.
هذه الوسيلة هي بصمة الإصبع! يقف الموظف وراء الباب ، فيضع أصابعه على الجهاز الذي يعرفه فيفتح له الباب على مصراعيه مرحباً به ، ومسجلاً له ساعة دخوله ، وانصرافه.

هذا هو الذكاء الذي تفتق عنه عقل المدراء الأوفياء لمصلحة المؤسسة أو الجهاز الحكومي أو الخاص. لكنّ ما يجعل البطاقة الذكية أو بصمة الأصبع ذكيتان حقاً هو أنهما لا تنطبقان على المدراء الذين قد يأتون متأخرين (كل يوم) لانشغالهم بلقاءات مع مسئولين آخرين لا ينطبق عليهم نظام البطاقة الذكية ولا بصمة الإصبع.


لست أدري ما الحل لتسيب هؤلاء الموظفين ، وسوء إنتاجيتهم. لقد عجز المدراء العظماء...

فهل من رأي صائب؟

مرحبا اخي ربما الرد جاء متأخرا قليلا

ولكن من وجهة نضري السكوت عن الموضوع يجعلنا نقول ي(يا فرعون مين فرعنك) وبنفس الوقت ارى ـ كي لا اطيل ـ

ان راي اخي بشار صائب ام عما اتصرفه انا دائما بهذا الموضوع هو اني انشرها عن طريق النت الى مواقع الصحف واني الاقي الرد الجيد غالبا في صحيفة بلدنا