سلطان باشا الاطرش
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سلطان باشا الاطرش
سلطان باشا الأطرش
(1888-1982)
إلى السلاح، إلى السلاح
يا أحفاد العرب الأمجاد. هذا يوم ينفع المجاهدين من جهادهم، والعاملين في سبيل الحرية والاستقلال عملهم. هذا يوم انتباه الأمم والشعوب. فلننهض من رقادنا ولنبدد ظلام التحكم الأجنبي عن سماء بلادنا. لقد مضى علينا عشرات السنين ونحن نجاهد في سبيل الحرية والاستقلال، فلنستأنف جهادنا المشروع بالسيف بعد أن سكت القلم، ولا يضيع حق وراءه مطالب.
أيها السوريون، لقد أثبتت التجارب أن الحق يؤخذ ولا يعطى، فلنأخذ حقنا بحد السيوف، ولنطلب الموت توهب لنا الحياة.
أيها العرب السوريون، تذكروا أجدادكم وتاريخكم وشهداءكم وشرفكم القومي. تذكروا أن يد الله مع الجماعة، وأن إرادة الشعب من إرادة الله، وأن الأمم المتحدة الناهضة لا تنالها يد البغي. لقد نهب المستعمرون أموالنا، واستأثروا بمنافع بلادنا، وأقاموا الحواجز الضارة بين وطننا الواحد، وقسمونا إلى شعوب وطوائف ودويلات، وحالوا بيننا وبين حرية الدين والفكر والضمير، وحرية التجارة والسفر، حتى في بلادنا وأقاليمنا.
إلى السلاح أيها الوطنيون، إلى السلاح، تحقيقاً لأماني البلاد المقدسة. إلى السلاح تأييداً لسيادة الشعب وحرية الأمة. إلى السلاح بعدما سلب الأجنبي حقوقكم، واستعبد بلادكم، ونقض عهودكم، ولم يحافظ على شرف الوعود الرسمية، وتناسى الأماني القومية.
نحن نبرأ إلى الله من مسؤولية سفك الدماء، و نعتبر المستعمرين مسؤولين مباشرة عن الفتنة. يا ويح الظلم لقد وصلنا من الظلم إلى أن نُهان في عقر دارنا. فنطلب استبدال حاكم أجنبي محروم من مزايا إنسانية، بآخر من بني جلدته الغاصبين، فلا يُجاب طلبنا بل يُطرد وفدنا كما تطرد النعاج.
إلى السلاح أيها الوطنيون، ولنغسل إهانة الأمة بدم النجدة والبطولة. إن حربنا اليوم هي حرب مقدسة. ومطالبنا هي:
وحدة البلاد السورية، ساحلها وداخلها، والاعتراف بدولة سورية عربية واحدة مستقلة استقلالاً تاماً.
قيام حكومة شعبية تجمع المجلس التأسيسي لوضع قانون أساسي على مبدأ سيادة الأمة سيادة مطلقة.
سحب القوى المحتلة من البلاد السورية، وتأليف جيش وطني لصيانة الأمن.
تأييد مبدأ الثورة الفرنسية وحقوق الإنسان في الحرية والمساواة والإخاء.
إلى السلاح، ولنكتب مطالبنا هذه بدمائنا الطاهرة كما كتبها أجدادنا من قبلنا. إلى السلاح والله معنا. ولتحيا سوريا العربية حرة مستقلة.
هذا هو البيان الذي القاه
الزعيم الشعبي، وقائد الثورة
السورية الكبرى عام 1925 على الاستعمار الفرنسي، ولد
في القْرَيّا بمحافظة السويداء، وتمرّس على يد والده المجاهد الشيخ ذوقان
الأطرش بالفروسية والرماية وفنون القتال. وقد تعلّم مبادئ القراءة والكتابة
على يد بعض المعلمين. ثم تابع دراسته بالمطالعة الشخصية. وكانت أول معركة
شارك فيها مع والده في مواجهة الاحتلال العثماني سنة 1910م في قرية الكَفر،
وقد أبدى فيها شجاعة ملحوظة.
أعدم العثمانيون والده وعدداً من زعماء الجبل مع من أُعدم من الأحرار سنة
1911، وتركت هذه الحادثة أثراً عميقاً في نفسه، وبحصافة الزعيم جعل الثأر
الشخصي ثأراً وطنياً من الاستعمار كله.
لبّى نداء الثورة العربية الكبرى، مع مجموعة من المجاهدين استظلت بالعلم
العربي وسيطرت على قلعة بصرى الشام سنة 1918. كما قاد معركة تلال المانع على
مشارف دمشق في وجه المحتلين العثمانيين والألمان. ودخل إلى دمشق في 29 أيلول
1918 ورفع العلم العربي على دار البلدية فيها، وكان ذلك العلم الذي نسجه أهل
بيته، أول علم عربي يرفرف في سماء دمشق، بعد الحكم العثماني الذي دام نحو
أربعمئة عام.
كانت علاقة سلطان بالملك فيصل الأول وطيدة، كما كانت كذلك مع والده الشريف
حسين، وغيرهما من القادة والزعماء العرب.
هبّ سلطان مع فرسانه لنجدة يوسف العظمة في معركة ميسلون، ولكن المعركة كانت
قد حسمت سريعاً فقال عندئذ: «خسارة معركة لا تعني الاستسلام للمحتلين»، ولذلك
أرسل رسولاً خاصاً (الشهيد حمد البربور) إلى الملك فيصل ليقنعه بالمجيء إلى
جبل العرب ومتابعة المقاومة، لكن الملك فيصل رأى أن الفرصة قد فاتت بعد أن
صعد إلى ظهر الطراد البريطاني في طريقه إلى منفاه.
نشب بين سلطان والفرنسيين نزاع دائم. فلم يترك مناسبة إلا أعرب فيها عن سخطه
على وجودهم في سورية، وكانت أول ثورة له عليهم عندما ألقوا القبض على أدهم
خنجر الذي اتهم بمعاونة المجاهد الشهيد أحمد مريود، في محاولة اغتيال الجنرال
غورو على طريق القنيطرة، وكان أدهم خنجر قد وصل إلى القريّا مستجيراً، فخرج
سلطان ورجاله مطالبين بإطلاق سراح ضيفهم، ولما لم يستجب الفرنسيون لطلبه تصدى
لهم بالسلاح، وكانت معركة تل الحديد مع المصفحات الفرنسية التي ولّت الأدبار
بعد إعطاب اثنتين منها وقتل سدنتهما، فكانت هذه الثورة التي دامت تسعة أشهر
رفضاً للاستعمار وتأكيداً لتقاليد العرب الأصيلة في حماية الدخيل وإجارة
المستجير، فحكم عليه الفرنسيون بالإعدام، وهدموا بيته في القريّا قصفاً
بالطائرات. ولمّا عجز الفرنسيون عن القبض عليه فاوضوه خشية انتشار العصيان،
فأصدروا عفواً عنه وعن رفاقه، ولم ينزل سلطان عن أي مطلب من مطالبه، وهي
الجلاء التام عن الوطن والاستقلال الناجز، ولم يحدّ من نشاطه في تمتين
العلاقات مع الوطنيين داخل البلاد.
قاد سلطان الأطرش عام 1925، الثورة السورية الكبرى، التي شارك فيها خيرة
مجاهدي الوطن وحظيت بإجماع وطني منقطع النظير، وخاض أشرف المعارك وكانت معركة
الكفر أولى معارك الثورة (23 تموز 1925)، فكانت معركة سريعة أبيدت فيها
الحملة الفرنسية على بكرة أبيها، ولم ينج منها إلا نفر قليل حمل أخبار
الهزيمة إلى قيادتهم في السويداء. وقد أصدر سلطان الأطرش بيان الثورة
التاريخي الذي توّجه بشعار «الدين لله والوطن للجميع» ونادى فيه العرب بقوله:
«إلى السلاح إلى السلاح أيها العرب السوريون»، وطالب فيه بوحدة البلاد وتعيين
حكومة شعبية تجري انتخابات مجلس تأسيسي لوضع قانون أساسي يقوم على مبدأ سيادة
الأمة المطلقة والقانون والعدل والحرية والمساواة، ولاقت هذه الدعوة استجابة
عارمة في البلاد، اختير بعدها سلطان قائداً عاماً لجيوش الثورة الوطنية. وفي
آب 1925 جنّد المستعمرون الفرنسيون وحدات عدة مسلحة بأحدث الأسلحة آنذاك من
طائرات ودبابات ومدافع ثقيلة ورشاشات لقمع الثورة فتصدى الثوار لهذه الحملة
وجرت معركة المزرعة قرب مدينة السويداء (2 و3 آب) واستطاع الثوار فيها إبادة
الحملة إلا القليل من أفرادها، وفرّ قائدها الجنرال ميشو، وكانت معركة
المزرعة أعظم معركة في معارك الاستقلال وقد انتشرت أنباء الثورة وانتصاراتها
في جميع أنحاء سورية، كما وصلت أنباؤها إلى أوروبا، وعمت المقاومة أرجاء
سورية وانتشرت في البقاع المتاخمة في لبنان وكانت معارك المجدل وسحيتا
وراشيا، وكانت معركة راشيا أشهرها، إذ تسلق الثوار قلعتها الحصينة واستولوا
عليها وأحرقوها. ثم توالت المعارك فكانت وقعة المسيفرة والسويداء ورساس وعرى
وأم الرمّان وغيرها، مما جعل الفرنسيين يشددون الحصار على الثوار، فاضطر
الثوار إلى النزوح إلى الأزرق في إمارة شرقي الأردن، ثم نزح سلطان ورجاله إلى
وادي السرحان والنبك في الحجاز على أمل العودة إلى الوطن في وقت قريب.
استعان سلطان بملوك الدول العربية آنذاك لمتابعة الكفاح، فبعث رسله إلى الملك
عبد العزيز آل سعود والملك فيصل الأول ورئيس وزراء مصر وإلى فلسطين إيماناً
منه بوحدة الكفاح العربي ووحدة الهدف، ولكن اتفاق الحلفاء الأوربيين، وضعف
المقاومة العربية أدّيا إلى وقف القتال. وظل سلطان ورفاقه المجاهدون أوفياء
لمبادئهم، يحدوهم إيمانهم الراسخ بوحدة سورية والوحدة العربية ووجوب استقلال
الوطن استقلالاً تاماً. ولم تنقطع الصلات بالحركة الوطنية في سورية طوال مدة
نفيه حتى عاد هو ورفاقه إلى الوطن بعد إبرام المعاهدة السورية الفرنسية عام
1936، فأصدرت فرنسا عفواً شاملاً عن كل المجاهدين، واستقبل سلطان ورفاقه
بدمشق في 18 أيار سنة 1937 باحتفالات شعبية عارمة، ومُنح أرفع الأوسمة وقد
رحب بقيام الوحدة بين سورية ومصر سنة 1958، والتقى الرئيس جمال عبد الناصر،
ووقف دائماً إلى جانب الثورة الفلسطينية وكان يردد القول: «ما أخذ بالسيف،
بالسيف يؤخذ». كان سلطان رقيق القلب عطوفاً، وكان رب أسرة غيوراً ومحباً لأبنائه، وكان
فلاحاً مجدّاً يحب أرضه، كما أنه كان رجلاً مؤمناً ورعاً، ومحافظاً على
التقاليد والعادات العربية الأصيلة، وكان منفتحاً على روح العصر، فاهتم
بتشجيع العلم ونشره، فأرسل أبناءه وبناته إلى الجامعات، داخل القطر وخارجه،
وبنى غير مدرسة في قريته من أمواله الخاصة ومن التبرعات التي كانت تصل إليه،
وعرف عنه الزهد في مغريات الدنيا والترفع عنها.
توفي في مسقط رأسه، ونعاه رئيس الجمهورية العربية السورية الرئيس الراحل حافظ
الأسد، وكانت جنازته يوماً مشهوداً إذ حُمل نعشه في طائرة حلقت فوق مواقع
المعارك الخالدة التي قادها، ودفن في القريّا، وأقيم حول قبره صرح تذكاري.
(1888-1982)
إلى السلاح، إلى السلاح
يا أحفاد العرب الأمجاد. هذا يوم ينفع المجاهدين من جهادهم، والعاملين في سبيل الحرية والاستقلال عملهم. هذا يوم انتباه الأمم والشعوب. فلننهض من رقادنا ولنبدد ظلام التحكم الأجنبي عن سماء بلادنا. لقد مضى علينا عشرات السنين ونحن نجاهد في سبيل الحرية والاستقلال، فلنستأنف جهادنا المشروع بالسيف بعد أن سكت القلم، ولا يضيع حق وراءه مطالب.
أيها السوريون، لقد أثبتت التجارب أن الحق يؤخذ ولا يعطى، فلنأخذ حقنا بحد السيوف، ولنطلب الموت توهب لنا الحياة.
أيها العرب السوريون، تذكروا أجدادكم وتاريخكم وشهداءكم وشرفكم القومي. تذكروا أن يد الله مع الجماعة، وأن إرادة الشعب من إرادة الله، وأن الأمم المتحدة الناهضة لا تنالها يد البغي. لقد نهب المستعمرون أموالنا، واستأثروا بمنافع بلادنا، وأقاموا الحواجز الضارة بين وطننا الواحد، وقسمونا إلى شعوب وطوائف ودويلات، وحالوا بيننا وبين حرية الدين والفكر والضمير، وحرية التجارة والسفر، حتى في بلادنا وأقاليمنا.
إلى السلاح أيها الوطنيون، إلى السلاح، تحقيقاً لأماني البلاد المقدسة. إلى السلاح تأييداً لسيادة الشعب وحرية الأمة. إلى السلاح بعدما سلب الأجنبي حقوقكم، واستعبد بلادكم، ونقض عهودكم، ولم يحافظ على شرف الوعود الرسمية، وتناسى الأماني القومية.
نحن نبرأ إلى الله من مسؤولية سفك الدماء، و نعتبر المستعمرين مسؤولين مباشرة عن الفتنة. يا ويح الظلم لقد وصلنا من الظلم إلى أن نُهان في عقر دارنا. فنطلب استبدال حاكم أجنبي محروم من مزايا إنسانية، بآخر من بني جلدته الغاصبين، فلا يُجاب طلبنا بل يُطرد وفدنا كما تطرد النعاج.
إلى السلاح أيها الوطنيون، ولنغسل إهانة الأمة بدم النجدة والبطولة. إن حربنا اليوم هي حرب مقدسة. ومطالبنا هي:
وحدة البلاد السورية، ساحلها وداخلها، والاعتراف بدولة سورية عربية واحدة مستقلة استقلالاً تاماً.
قيام حكومة شعبية تجمع المجلس التأسيسي لوضع قانون أساسي على مبدأ سيادة الأمة سيادة مطلقة.
سحب القوى المحتلة من البلاد السورية، وتأليف جيش وطني لصيانة الأمن.
تأييد مبدأ الثورة الفرنسية وحقوق الإنسان في الحرية والمساواة والإخاء.
إلى السلاح، ولنكتب مطالبنا هذه بدمائنا الطاهرة كما كتبها أجدادنا من قبلنا. إلى السلاح والله معنا. ولتحيا سوريا العربية حرة مستقلة.
هذا هو البيان الذي القاه
الزعيم الشعبي، وقائد الثورة
السورية الكبرى عام 1925 على الاستعمار الفرنسي، ولد
في القْرَيّا بمحافظة السويداء، وتمرّس على يد والده المجاهد الشيخ ذوقان
الأطرش بالفروسية والرماية وفنون القتال. وقد تعلّم مبادئ القراءة والكتابة
على يد بعض المعلمين. ثم تابع دراسته بالمطالعة الشخصية. وكانت أول معركة
شارك فيها مع والده في مواجهة الاحتلال العثماني سنة 1910م في قرية الكَفر،
وقد أبدى فيها شجاعة ملحوظة.
أعدم العثمانيون والده وعدداً من زعماء الجبل مع من أُعدم من الأحرار سنة
1911، وتركت هذه الحادثة أثراً عميقاً في نفسه، وبحصافة الزعيم جعل الثأر
الشخصي ثأراً وطنياً من الاستعمار كله.
لبّى نداء الثورة العربية الكبرى، مع مجموعة من المجاهدين استظلت بالعلم
العربي وسيطرت على قلعة بصرى الشام سنة 1918. كما قاد معركة تلال المانع على
مشارف دمشق في وجه المحتلين العثمانيين والألمان. ودخل إلى دمشق في 29 أيلول
1918 ورفع العلم العربي على دار البلدية فيها، وكان ذلك العلم الذي نسجه أهل
بيته، أول علم عربي يرفرف في سماء دمشق، بعد الحكم العثماني الذي دام نحو
أربعمئة عام.
كانت علاقة سلطان بالملك فيصل الأول وطيدة، كما كانت كذلك مع والده الشريف
حسين، وغيرهما من القادة والزعماء العرب.
هبّ سلطان مع فرسانه لنجدة يوسف العظمة في معركة ميسلون، ولكن المعركة كانت
قد حسمت سريعاً فقال عندئذ: «خسارة معركة لا تعني الاستسلام للمحتلين»، ولذلك
أرسل رسولاً خاصاً (الشهيد حمد البربور) إلى الملك فيصل ليقنعه بالمجيء إلى
جبل العرب ومتابعة المقاومة، لكن الملك فيصل رأى أن الفرصة قد فاتت بعد أن
صعد إلى ظهر الطراد البريطاني في طريقه إلى منفاه.
نشب بين سلطان والفرنسيين نزاع دائم. فلم يترك مناسبة إلا أعرب فيها عن سخطه
على وجودهم في سورية، وكانت أول ثورة له عليهم عندما ألقوا القبض على أدهم
خنجر الذي اتهم بمعاونة المجاهد الشهيد أحمد مريود، في محاولة اغتيال الجنرال
غورو على طريق القنيطرة، وكان أدهم خنجر قد وصل إلى القريّا مستجيراً، فخرج
سلطان ورجاله مطالبين بإطلاق سراح ضيفهم، ولما لم يستجب الفرنسيون لطلبه تصدى
لهم بالسلاح، وكانت معركة تل الحديد مع المصفحات الفرنسية التي ولّت الأدبار
بعد إعطاب اثنتين منها وقتل سدنتهما، فكانت هذه الثورة التي دامت تسعة أشهر
رفضاً للاستعمار وتأكيداً لتقاليد العرب الأصيلة في حماية الدخيل وإجارة
المستجير، فحكم عليه الفرنسيون بالإعدام، وهدموا بيته في القريّا قصفاً
بالطائرات. ولمّا عجز الفرنسيون عن القبض عليه فاوضوه خشية انتشار العصيان،
فأصدروا عفواً عنه وعن رفاقه، ولم ينزل سلطان عن أي مطلب من مطالبه، وهي
الجلاء التام عن الوطن والاستقلال الناجز، ولم يحدّ من نشاطه في تمتين
العلاقات مع الوطنيين داخل البلاد.
قاد سلطان الأطرش عام 1925، الثورة السورية الكبرى، التي شارك فيها خيرة
مجاهدي الوطن وحظيت بإجماع وطني منقطع النظير، وخاض أشرف المعارك وكانت معركة
الكفر أولى معارك الثورة (23 تموز 1925)، فكانت معركة سريعة أبيدت فيها
الحملة الفرنسية على بكرة أبيها، ولم ينج منها إلا نفر قليل حمل أخبار
الهزيمة إلى قيادتهم في السويداء. وقد أصدر سلطان الأطرش بيان الثورة
التاريخي الذي توّجه بشعار «الدين لله والوطن للجميع» ونادى فيه العرب بقوله:
«إلى السلاح إلى السلاح أيها العرب السوريون»، وطالب فيه بوحدة البلاد وتعيين
حكومة شعبية تجري انتخابات مجلس تأسيسي لوضع قانون أساسي يقوم على مبدأ سيادة
الأمة المطلقة والقانون والعدل والحرية والمساواة، ولاقت هذه الدعوة استجابة
عارمة في البلاد، اختير بعدها سلطان قائداً عاماً لجيوش الثورة الوطنية. وفي
آب 1925 جنّد المستعمرون الفرنسيون وحدات عدة مسلحة بأحدث الأسلحة آنذاك من
طائرات ودبابات ومدافع ثقيلة ورشاشات لقمع الثورة فتصدى الثوار لهذه الحملة
وجرت معركة المزرعة قرب مدينة السويداء (2 و3 آب) واستطاع الثوار فيها إبادة
الحملة إلا القليل من أفرادها، وفرّ قائدها الجنرال ميشو، وكانت معركة
المزرعة أعظم معركة في معارك الاستقلال وقد انتشرت أنباء الثورة وانتصاراتها
في جميع أنحاء سورية، كما وصلت أنباؤها إلى أوروبا، وعمت المقاومة أرجاء
سورية وانتشرت في البقاع المتاخمة في لبنان وكانت معارك المجدل وسحيتا
وراشيا، وكانت معركة راشيا أشهرها، إذ تسلق الثوار قلعتها الحصينة واستولوا
عليها وأحرقوها. ثم توالت المعارك فكانت وقعة المسيفرة والسويداء ورساس وعرى
وأم الرمّان وغيرها، مما جعل الفرنسيين يشددون الحصار على الثوار، فاضطر
الثوار إلى النزوح إلى الأزرق في إمارة شرقي الأردن، ثم نزح سلطان ورجاله إلى
وادي السرحان والنبك في الحجاز على أمل العودة إلى الوطن في وقت قريب.
استعان سلطان بملوك الدول العربية آنذاك لمتابعة الكفاح، فبعث رسله إلى الملك
عبد العزيز آل سعود والملك فيصل الأول ورئيس وزراء مصر وإلى فلسطين إيماناً
منه بوحدة الكفاح العربي ووحدة الهدف، ولكن اتفاق الحلفاء الأوربيين، وضعف
المقاومة العربية أدّيا إلى وقف القتال. وظل سلطان ورفاقه المجاهدون أوفياء
لمبادئهم، يحدوهم إيمانهم الراسخ بوحدة سورية والوحدة العربية ووجوب استقلال
الوطن استقلالاً تاماً. ولم تنقطع الصلات بالحركة الوطنية في سورية طوال مدة
نفيه حتى عاد هو ورفاقه إلى الوطن بعد إبرام المعاهدة السورية الفرنسية عام
1936، فأصدرت فرنسا عفواً شاملاً عن كل المجاهدين، واستقبل سلطان ورفاقه
بدمشق في 18 أيار سنة 1937 باحتفالات شعبية عارمة، ومُنح أرفع الأوسمة وقد
رحب بقيام الوحدة بين سورية ومصر سنة 1958، والتقى الرئيس جمال عبد الناصر،
ووقف دائماً إلى جانب الثورة الفلسطينية وكان يردد القول: «ما أخذ بالسيف،
بالسيف يؤخذ». كان سلطان رقيق القلب عطوفاً، وكان رب أسرة غيوراً ومحباً لأبنائه، وكان
فلاحاً مجدّاً يحب أرضه، كما أنه كان رجلاً مؤمناً ورعاً، ومحافظاً على
التقاليد والعادات العربية الأصيلة، وكان منفتحاً على روح العصر، فاهتم
بتشجيع العلم ونشره، فأرسل أبناءه وبناته إلى الجامعات، داخل القطر وخارجه،
وبنى غير مدرسة في قريته من أمواله الخاصة ومن التبرعات التي كانت تصل إليه،
وعرف عنه الزهد في مغريات الدنيا والترفع عنها.
توفي في مسقط رأسه، ونعاه رئيس الجمهورية العربية السورية الرئيس الراحل حافظ
الأسد، وكانت جنازته يوماً مشهوداً إذ حُمل نعشه في طائرة حلقت فوق مواقع
المعارك الخالدة التي قادها، ودفن في القريّا، وأقيم حول قبره صرح تذكاري.
fadi jafar- عضو
- عدد المساهمات : 21
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 28/08/2010
رد: سلطان باشا الاطرش
الى جنان الخلد ياسيد الثوار ياعبق الحرية ياشرف البندقية
مشكور اخي الحبيب فادي لم ولن تغيب ذكرى بطل الحرية عن كل عاشق للحرية ولثرى سوريا
مشكور اخي الحبيب فادي لم ولن تغيب ذكرى بطل الحرية عن كل عاشق للحرية ولثرى سوريا
yasser- عضو ذهبي
- عدد المساهمات : 677
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
العمر : 48
الموقع : baw7.rigala.net
بطاقة الشخصية
اليوم:
رد: سلطان باشا الاطرش
موضوع قيم ونفتخر ونعتز بقائد الثورة الكبرى سلطان باشا الاطرش
أهلا وسهلا بك بيننا أخي فادي دمت بخيروسلام
Zienah- عضو فضي
- عدد المساهمات : 318
التقييم : 4
تاريخ التسجيل : 11/04/2010
العمر : 47
الموقع : www.baw7.rigala.net
بطاقة الشخصية
اليوم:
رد: سلطان باشا الاطرش
توفي سلطان باشا الأطرش عام 1982 بسبب أزمة قلبية، وحضر جنازته أكثر من مليون شخص، و أصدر رئيس الجمهورية الراحل حافظ الأسد آنذاك رسالة حداد شخصية تنعي القائد العام للثورة السورية الكبرى، وأطلق اسمه على شوارع وبنايات عدة في بلاد الشام، وعين يوم رحيله يوما تأبينيا في كل سنة .
وفي مدينة رام الله، دشن الرئيس الراحل ياسر عرفات نصبا تذكاريا تحية وفاء إلى شهداء الحامية الدرزية التي ارسلها سلطان باشا الاطرش للدفاع عن فلسطين وقتلوا قرب مدينة نابلس، عاصمة جبل النار .
ترك القائد والثائر المرحوم سلطان باشا الأطرش وصية ستبقى على مدى التاريخ منارة لكل مناضل حر شريف :
من حق هذا الرجل العطيم علينا ومن واجبنا تخليده في كل مكان وزمان كي يبقى بيرقاً مرفرف
وعلماً تقتدي به الأجيال
شكراً جزيلاً لك الغالي فادي
تقبل اضافتي وباقة ياسمين
وفي مدينة رام الله، دشن الرئيس الراحل ياسر عرفات نصبا تذكاريا تحية وفاء إلى شهداء الحامية الدرزية التي ارسلها سلطان باشا الاطرش للدفاع عن فلسطين وقتلوا قرب مدينة نابلس، عاصمة جبل النار .
ترك القائد والثائر المرحوم سلطان باشا الأطرش وصية ستبقى على مدى التاريخ منارة لكل مناضل حر شريف :
المصدر موقع السويداء نت
من حق هذا الرجل العطيم علينا ومن واجبنا تخليده في كل مكان وزمان كي يبقى بيرقاً مرفرف
وعلماً تقتدي به الأجيال
شكراً جزيلاً لك الغالي فادي
تقبل اضافتي وباقة ياسمين
ehab-alkhtep- عضو
- عدد المساهمات : 34
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 26/08/2010
العمر : 40
رد: سلطان باشا الاطرش
شكرا اخوتي على مروركم الغالي وكلامكم الجميل
تقبلوا مني باقة من الورد من بستان منتدى بوح الخواطر
تقبلوا مني باقة من الورد من بستان منتدى بوح الخواطر
fadi jafar- عضو
- عدد المساهمات : 21
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 28/08/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
6/23/2012, 5:23 am من طرف Sarah
» تحليل سياسي اذاعات مسؤلين!!!!!!
5/17/2012, 10:49 pm من طرف Eihab
» العنكبوت
5/16/2012, 12:50 am من طرف Eihab
» نصائح من ستيفين كوفي
5/11/2012, 8:46 pm من طرف Eihab
» طاغور
5/11/2012, 8:30 pm من طرف Eihab
» الخير والشاي
4/25/2012, 3:48 am من طرف Eihab
» بيضة والببسي
4/24/2012, 10:26 pm من طرف Eihab
» الوعي الكوني
4/24/2012, 10:19 pm من طرف Eihab
» معنى المرأة
4/14/2012, 8:35 pm من طرف Eihab
» رغبات وخيال
4/9/2012, 11:26 pm من طرف Eihab
» كراكيب المنزل
4/8/2012, 9:42 pm من طرف Eihab
» فزلكة
4/8/2012, 8:23 pm من طرف Eihab
» لا استطيع
4/8/2012, 5:31 pm من طرف Eihab
» ولد شاطر
4/8/2012, 2:19 am من طرف Eihab
» جسم الإنسان يستطيع إعادة بناء الأعضاء
4/8/2012, 2:01 am من طرف Eihab
» القراءة السريعة
4/8/2012, 1:52 am من طرف Eihab
» ما يحس
4/8/2012, 1:26 am من طرف Eihab
» أريد أن أكون تلفازاً..!
4/8/2012, 1:20 am من طرف Eihab
» ولد شاطر
4/7/2012, 3:15 am من طرف Eihab
» العسل
11/10/2011, 5:45 am من طرف hiba